الصفحات

الخميس، 9 مايو 2013

الإسكندرية مدينة تتحول من العالمية إلي العشوائية


لم يتوقف الإهمال في مدينة الإسكندرية على مشاهد القمامة التي تكتظ بها الشوارع وباتت منظرها مألوفاً في أرقي وأشهر أحياء المدينة، ولا على الآلاف الأبنية المخالفة التي تنذر بكارثة حقيقة ولا تحرك حقيقي تجاه وقفها، بل امتد الأمر ليشمل عمليات هدم عشوائية أو تخريب متعمد للعديد من مباني المدينة التراثية.

لم يكد السكندريون يفيقون من صدمة قرار رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري رقم 86 لسنة 2012، و الصادر في 21/1/2012 بمحو فيلا شيكوريل من قائمة المباني التراثية بالمدينة والتي يرجع تاريخ بناؤها إلي العشرينات من القرن الماضي، حتى فوجئوا الجميع بإخلاء مبني النادي اليوناني تمهيداً لهدمه والذي يقع في شارع متفرع من شارع اللاجتيه بمنطقة الإبراهيمية، ويعود تاريخ بناؤه إلي عام 1906 وكان مقره شارع الأمير إبراهيم يحيي ولكن هذا المقر تهدم إبان الحرب العالمية الثالثة وانتقل النادي النادي إلي مقره الحالي الذي سيهدم خلال أيام.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وجه الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء ضربة جديدة إلي التراث السكندري حيث أصدر القرار رقم 351 لعام 2012 آخر بمحو فيلا النقيب التي تقع في 239 شارع جمال عبد الناصر من قائمة التراث.

وفيلا النقيب تقتنها عائلة الدكتور النقيب باشا (مدير مستشفى المواساه والطبيب الخاص بالملك فاروق) وكانت تقيم فيه الملكة ناريمان بعد زواجها من الدكتور ادهم النقيب.

مش هنسيب إسكندرية تتهد:

تحت هذا الشعار انطلق مئات من النشطاء وأستاذة وطلاب العمارة والفنون الجميلة والهندسة في حملة تهدف إلي حماية تراث الإسكندرية، حيث نظموا العديد من الوقفات أمام النادي اليوناني وأمام فيلا شيكوريل، أوضحوا في بيان لهم خطة عملهم لوقف ما أسموه بعمليات "الذبح للثرات السكندري" حيث ذكر البيان أن الحملة بصدد البدء في حملة للرسم بالجرافيتي والملصقات لتنبيه أهالي المدينة بخطر الطمس المعرضة له، ولكسب التأييد الشعبي المناسب للقضية، وأيضاً العمل على إيجاد الحلول المناسبة لملاك هذه الأراضي والمباني التراثية للحفاظ عليها وعدم تعريضها للابتزاز من قبل المقاولين ومافيا هدم المباني التراثية وتحويلها لملكية عامة تستغل لخدمة المواطنين.

من جانبه طالب المهندس شريف فرج مدرس العمارة بكلية الفنون الجميلة بتحويل تلك المباني إلي مراكز ثقافية أو مكتبات عامة، كما اقترح أيضا تحويلها إلي فنادق صغيرة مثلما يحدث في الدول الأوربية أو تأجيرها إلي البنوك والمؤسسات التي تقدم خدمات عامة، مؤكداً على أن أفضل طريقة للحفاظ على هذه المباني هي تشغليها، أما تركها خالية وتعرضها للعوامل الجوية دون الاهتمام بها وإجراء عمليات الصيانة اللازمة يعرضها للتخريب والهدم.

يذكر أن قوائم المباني التراثية في الإسكندرية تحتوى على ما يزيد عن خمسة الآلاف منشأة ما بين مباني ذات طابع معماري مميز مثل فيلا شيكوريل، ومباني مرتبطة بالتاريخ القومي، ومباني مرتبطة بشخصية قومية مثب منزل سيد درويش بمنطقة كوم الدكة، ومباني آخري تمثل حقب تاريخية مثل مبنى المحافظة الذي اخترق وتهدم بعد خلال أحداث ثورة 25يناير، وأيضاً هناك مباني تمثل مزارات سياحية.


نُشر في جريدة الأهالي أغسطس 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق