الصفحات

الجمعة، 24 مايو 2013



مى زيادى ورامز صبحى وسلمى خطاب

"إنتوا جايين فعلاً عشان تشوفوا مشاكلنا وتجيبوا حقوقنا"، بهذه الكلمات استقبلتنا فتاة لم تتجاوز الـ12 عاما، عقب خروجها من مصنع لـ«الألمونيوم» بقرية عرب أبو ساعد، مركز الصف محافظة الجيزة، بعد أن أنتهت«ورديتها»، التى تبدأ فى السادسة صباحا وتنتهى فى الرابعة عصراً، حسبما أبلغتنا، رافضة ذكر اسمها خوفاً من «بطش» صاحب المصنع.

شعاع الأمل الخارج من عيناها يسبق حديثها إلينا عن ظروف عملها القاسية، ورغبتها فى تحسين أجرها المتدنى البالغ «450 جنيها» شهرياً، الذى اختفى بمجرد رؤية صاحب المصنع، ليجدها تتحدث إلينا "محررو الشروق"، لينهرها صارخا: "امشى يا بت من هنا وارجعى على بيتك"، فيمتلكها الذعر، ويعلو ملامح وجهها البرىء، وعيناها الصافتين، وتمضى دون أن تنطق بكلمة أخرى.

ملامحه على النقيض، صاحب المصنع، وجهه عابس يبدو عليه ملامح التعالى والقسوة، بدين الجسد طويل القامة، غير مرحب بتواجدنا وحديثنا مع الفتيات، مختتما حديثة المقتضب إلينا بالقول "أغلب البنات اللى عندى بنات صغيرين عشان الشباب مش عايزة تشتغل"، وطالبنا بالانصراف من أمام المصنع وعدم التحدث إلى إى من العاملات.

لم يمنع ذلك رغبتنا فى التعرف على مشاكلهم، وفى أحد الشوارع الجانبية للمصنع، انتظرنا خروج العاملات من المصنع، واستوقفنا مجموعة من العاملات، وبدأت إحدى الفتيات،16 عاما، تتحدث إلينا قائلة: "مش هقدر أقولك اسمى بس بصوا إيدى مشققة ازاى، وانا دلوقتى عندى 16 سنة وبشتغل فى المصنع من 4 سنين وفى الـ4 سنين دول مرتبى مزادش ولا مليم، هما هما الـ450 جنيه، وبنشتغل بمطارق وبندق على الألمونيوم".

وقبل أن تستطرد أكثر فى الحديث وينتقل خيط الحديث إلى زميلتها، فؤجئنا بسيارة صاحب المصنع تطاردنا من جديد وبداخلها أربع أشخاص يقطعون علينا الطريق، ويبدأون فى التعدى علينا بدعوى عدم الالتزام بتعليمات صاحب المصنع!؛ ما أدى إلى تجمهر أهالى القرية حولنا وإنقذنا من إيدهم. 


نُشر على موقع جريدة الشروق بتاريخ 22 مايو 2013 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق