الصفحات

الجمعة، 24 مايو 2013

لماذا تطاردني ملامحك يا صغيرتي..!

الحياة تستوقفني بين الحين والآخر... تصدمني في ذاتي وفي الأشياء والأشخاص من حولي... تربكني وتخيفيني... 




أنا جبانة

أشعر بالخوف حقيقة أمام لحظات وأشياء وأشخاص معينين...

لا أملك الجرأة الكافية على النظر في عيون هؤلاء الذين يعيشون اليوم وفي عيونهم أمل بغدٍ أفضل أنا أعلم أنه لن يأتي مثلما يتمنون.... حين تنظر لي طفلة صغيرة على أني الخلاص من كل مشاكلها وهمومها... ماذا أفعل أمام نظرة الأمل والتعلق التي ارتسمت في عينيها حين رأتني .... أنا عاجزة جداً يا صغيرتي... صدقيني أنا لا أملك لنفسي أو لأي إنسان في هذا العالم نفعاً أو ضراً... لا أملك أن أقدم له سعادة أو حزن.... راحة أو شقاء...

لماذا تطاردني ملامحك يا صغيرتي في كل وجوه الصغيرات، في صوري القديمة؟ لماذا تظهر ملامحك في مرآتي حين أنظر انعكاس وجهي عليها؟

ماذا أقدم لك... كيف أساعدك؟ دليني يا صغيرتي... أنتِ أقوي مني؟؟ خذيني مني إليك وقولي لي كيف اعيد لشفتيك ابتسامتهما؟!

أنا أضعف مما تتخيلين... لا أملك سوي الابتسامة الفقيرة التي قابلتك بها... والتي لن ترفع من معاناتك شيئاً... ابتسامتي البلهاء لن تعالج الشقوق في يديك الصغيرتين... لن تعفيكٍ من العمل عند ذلك المستبد الذي يقتل طفولتك ببشاعته وانعدام ضميره... أنا لا شيء يا صغيرتي... صدقيني أنا لا شيء...

لا تدعيني آري شعاع الأمل الذي أحببته يخفت في عينيكِ حين أتواري عنك... أنا أضعف من أصمد أمام ذلك الأمل... أمام ذلك الالم...

أنا لا أستحق أن يبرق ذلك الشعاع لقدومي أو يخفت لرحيلي... أنتِ أقوي مني بكثير...

انظري إلي كشيء عادي يمر عليكِ كل يوم... شخص عابر اصطدمتي به في طريقك ومضي...

ستري مثلى الكثير خلال سنوات عمرك التي ادعو الله أن يطيلها ويلونها بألوان الفرح والسعادة... أما أنا فلن أقابل ملامحك الطفولية البريئة سوي مرة واحدة في العمر..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق