الصفحات

الجمعة، 10 مايو 2013

حين انتقلت إليها


هؤلاء الذين يتحايلون على الأمل... أشد الناس يأساً   

 



سخرت كل حواسك للكذب على... إلا عينيك كانت تؤكد لي أن أمر ما على غير ما يرام... رسالة التقطها قلبي بسهولة وصدقها سريعاً... كنت تخفي عني أن فراق ما قد بدأ في مهاجمتك... وأنك على وشك الهزيمة... وذلك الفراق الملعون ينتصر عليه.

أن عيوناً غير عيوني سهرتك ليلتك... وأن روحاً غير روحي تحلق في سماؤك... وأنا قلباً غير قلبي يطرق بابك... وأنك دون أن تدري سمحت له بالدخول... لكن لحظة دخوله حولتك بداخلى إلي ذكري...

ذكراك تطاردني بشدة... تقلقني... تسرق من عيني النوم... تطاردني وتشتت تركيزي... تراودني فكرة مجنونة بأن امسك الهاتف وأحادثك... احاول أن امنعها... اطردها من رأسي... لكنهم إلي الآن لم يكتشفوا طريقة لمنع الأفكار من السيطرة على العقول... أو طرد صورة إنسان من ذاكرتك... ما يرغب فيه العقل وما يعلق بالذاكرة لا إرادة لنا فيه.

أمضي بثبات نحو مستقبل غامض... لا آري فيه سوي الضباب... وعيناك باسمتان بعيدتان على مرمي البصر من هذا الضباب .... في خيالي وتمد يدك الدافئة لتمسح الدموع التي تسببت فيها منذ قليل... وكأنك أنت المرض والدواء... وفي واقعي أنت أبعد من الخيال.

وكلما اشتقت إليك ابحث عنك في عينيها تركت ظلاً ما فيهما... تحاول هي إخفاؤه ولا تستطيع مهما حاولت... ربما هي لا تعرفك جيداً بعد... ولا تعرف كم عصي على العيون أن تخفي لمعان إعجابها بك.... وربما هى لا تحاول ربما تتباهي بذلك الظل الذي انتقل بين يومٍ وليلة مني إليها... مثلما تتباهي بقلبك الذي حملته بجزء من روحي ووضعته بين يديها.

الفظ أنفاسي الأخيرة.. وأنت تملاً رئتيك بأنفاسها... أحبك كثيراً... وأنت صرت تحبها... الآن أقبل عينك بقلبي وأمضي... وأتركك آمناً بين أحضانها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق