أعشق الكتابة لكني لم أعد قادرة عليها... لم يعد لي خيال ولا طاقة بها...
ما بين الرحيل والرحيل كلمة... (سأفتقدك) ... وما بين اللقاء واللقاء كلمة (اشتقت إليك) ... فما بال الكلمات تعجز حين القاء وحين ارحل عنك... فقط تلك الكلمة التي تستعصي كثيراً على لساني... وتستعصي أكثر على قلمي... كلها مجرد كلمات...والكلام ينقص كلما زاد... ويعجز عن الوصف كلما استخدمته للتوصيف.
ذلك القلم الذي يعذبني كثيراً... سيصيبني بالجنون يوماً... ألا يكفيه أن جعلني أنعزل عن ذلك العالم... وأن أبدو شريدة وتائهة طوال الوقت..
مازلت تائهة عن ذلك المكان الذي سألتقي فيه بأبطال روايتي التي لم تُكتب بعد... ربما نلتقي داخل صخرة على شاطيء البحر... وربما نلتقي في الصحراء الواسعة التي لم تخطها قدمي... أو لعلهم ينتظروني هناك في ركن من أركان غرفتي في منزل عائلتي القديم الذي رحلت عنه وتركت فيه الكثير من خيالاتي وأحلامي...
لا أعرف أين ومتي سيكون اللقاء... لكني قلبي يحدثني أنه سيكون قريب... أن هؤلاء الأبطال ينتظروني هناك... فى نهاية ذلك الطريق الذي تركت الجميع لأجله... وراهنت على رحلتي فيه بكل ما أملك.
راهنت على مجهول لا يربطني به سوي إيمان خفي يهمس في قلبي بين الحين والآخر أن بقاياي المبعثرة ستتجمع هناك في نهاية ذلك الطريق الذي لا أعرف متي بدأته ومتي سأنهيه وإلي أين سيأخذني...
أمضي فيه معمضة العينين مستلمة للرحلة بكل مباهجها وآلامها... أو ما أظنه أشياء مبهجة أو أشياء مؤلمة... فحين تشعر أنك اُقتلعت من جذورك تختل عندك الموازين ... تختلف الأشياء ويتغير حكمك عليها...
تنظر نهاية الرحلة بوضوح ويرسم لك خيالك نهاية سعيدة مفرحة... لكن عيناك تعمي عن رؤية الأرض التي ستخطي عليها خطوتك القادمة... فتتعثر وتتعثر كلماتك... يقف التعبير على شفتيك... ويتنحى القلم عاجزاً... ويبقي لك خيالك المشتت يرسم لك الأحلام والأوهام... ويقف عجزك حائلاً بينك وبين أن تعيش أحلامك في كتابتك أو في واقعك...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق