الصفحات

الاثنين، 18 فبراير 2013

«أطفال العشوائيات».. أميون حاصلون على شهادات دراسية



سلمى خطاب
السؤال الأول "صف مدرستك في جملة واحدة"

الإجابة "مترصتى جملة مضيفة مطروة"

هكذا أجاب عمر أحمد الطالب في في إحدى المدارس الابتدائية في منطقة خورشيد العشوائية بالإسكندرية على السؤال الذي وجه إليه في امتحان الصف الخامس الابتدائي.

فعلى الرغم من كونهم مقيدين في مدارس، يذهبون إليها يوميا، يلتقون بمدرسيهم، ويحضرون حصصهم، ويستلمون كتبهم الدراسية، ويمرون بامتحانات نصف العام وآخره، إلا أنهم إلى الآن لا يعرفون القراءة أو الكتابة، حتى أن بعضهم لا يعرف كيف يكتب اسمه أو اسم مدرسته.

آلاف الأطفال في المناطق العشوائية، آلاف المشاريع لقنابل موقوتة داخل المجتمع يتم تجهيلهم وتجاهلهم يوميا، فبين أهالي أميين لا يعرفون شيئا سوى المعاناة اليومية في الحصول على لقمة العيش لإطعام أبنائهم وإرسالهم إلى المدارس ظنا منهم أنهم يتلقون تعليميا جيدا يرسمون عليه الآمال لمستقبل أفضل، ومعلمين يعانون هم الآخرون في الحصول على ما يكفي لإشباع حاجاتهم الأساسية، يضيع الآلاف من هؤلاء الأطفال، ويتحولون من مشاريع لمواطنين صالحين، إلى مشاريع مواطنين أميين وجهلاء يزيدون العبء على الوطن والمجتمع، فيما يعرف بظاهرة الأمية المقنعة، وهي أن يكون الطفل حاصل على شهادة دراسية ولا يعرف القراءة والكتابة.

فمنذ أيام قام مشروع "إنسان" إحدى المشاريع الخيرية التابعة لجمعية صناع الحياة، لمؤسسها الدكتور عمرو خالد، بتخريج 150 طفلا من 6 مناطق عشوائية في الإسكندرية من تلك الظاهرة، والعبور بهم من ظلام الجهل إلى نور العلم.

أوضحت مها أمين، المسئول التعليمي عن المشروع، أن "المشكلة التي واجهت متطوعي المشروع حين بدأنا العمل على النهوض بالعشوائيات، كانت أننا وجدنا الأطفال في تلك المناطق العشوائية يصلون إلى مرحلة دراسية متقدمة، ولا يعرفون القراءة والكتابة، حتى أن غالبيتهم لا يستطيعون كتابة أسمائهم، ومن هنا جاءت الفكرة بتكوين مجموعات عمل من المتطوعين تعمل على محو أمية هؤلاء الأطفال، على الرغم من أنهم طلاب مقيدون في مدارس، مشيرة إلى أن هناك "عرف" متبع من الإدارة التعليمية أن من يرسب عام في مرحلة التعليم الأساسي، ينجح في العام التالي حتى لو لم يجتاز الامتحان بما يعرف بـ"قوة القانون".
وواصلت "في البداية عملنا معهم على المناهج الدراسية التي من المفترض أن يدرسونها في مدارسهم، حتى نرفع مستواهم الدراسي، لكن المشكلة التي واجهتنا أن غالبيتهم لم يعرف كيف يكتب اسمه حتى، وهنا لجئنا إلى مناهج محو الأمية ولكن مع تعديلها لتناسب الأطفال، ثم طورناها إلى ما يعرف بالمناهج التكميلية، وتم تقسيمها إلى مستويات حتى تناسب الأطفال في أعمارهم المختلفة".

وأشارت أمين إلى، أن من وضع تلك المناهج هو فريق داخل المشروع اسمه "فريق المناهج التكميلية" وهو مكون من مدرسين ومتخصصين ويتم عرضها على بعض الأساتذة من كليات التربية"، لافتة إلى أن إدارة المشروع تسعى الآن لتسجيل تلك المناهج لدى وزارة التربية والتعليم.

ولفتت إلى أن المشاكل التي تواجه متطوعو المشروع مع الأطفال، ليست مشاكل في المناهج الدراسية فقط، موضحة أن الأطفال يعانون من مشاكل أخلاقية، وخلل في تنميتهم الذاتية، إضافة إلى أنه لا يوجد لديهم أبسط المعلومات العامة؛ لأن لا أحد يسعى لتعليمهم شيئا، وأهاليهم إما أميون، أو يعانون معاناة شديدة لا يملكون الوقت لتعليمهم، ومن هنا جاءت الفكرة بإنشاء برنامج أخلاقي خاص بالأطفال، والعمل على تنميتهم ذاتيا لأن كل هدفنا هو إخراج مواطن صالح لبلده ومجتمعه".


ومن جانبه أوضح الدكتور أمين أبو بكر، الوكيل السابق بوزارة التربية والتعليم لشئون التعليم الأساسي، أنه "لا يوجد قانون يجبر الطفل على تخطي مرحلة دراسية وهو لم يجتاز امتحاناتها، وأن ما يحدث يكون تخط من المدرسين للقانون، بأن ينقلوا الطالب من مرحلة إلى مرحلة دراسية أعلى وهو لم يتعلم شيئا.

وأضاف أبو بكر، أن "الطالب المتعثر في المرحلة الإعدادية يحول إلى ما يسمى بـ"المدارس المهنية الإعدادية"، ولا يسمح له باجتياز المرحلة الدراسية من دون أن ينجح في اختباراتها".

تم النشر على موقع جريدة الشروق بتاريخ 17 فبراير 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق