المهندس شريف شاهين |
فاقد الشيء لا يعطيه، وربما يكون هو أكثر القادرين على عطائه، قاعدة أثبتها بجدارة المهندس شريف شاهين أو "تاجر السعادة" كما يدعوه أصدقاؤه، مهندس الإلكترونيات الذي حول مسار حياته لخدمة المعاقين حركيًا من جميع الجهات نفسياً وبدنياً، بل وتغيير ثقافة المجتمع تجاههم أيضاً من خلال نشر "اتيكيت التعامل مع المعاق حركياً".
"هدفي أن يجد المعاقون حركيًا أطرافا ملائمة لهم تجعلهم سعداء، دون أن يتعرضوا لأي استغلال" بهذه الكلمات بدأ المهندس شريف شاهين حديثه لـ"الشروق" عن مشروعه في خدمة مبتوري الأطراف والمعاقين حركياً، الذي بدأه منذ سنتين، في المنصورة، عمل وحده خلالهما مع ما يقرب من 15 حالة، قائلاً: "تعرضت لحادث سيارة وعمري لم يتجاوز العامين، بُترت على إثره قدمي اليسرى، وكان لابد من تركيب طرف صناعي حتى أقدر على المشي ثانية، وكنت أتردد على الوفاء والأمل في القاهرة وكنت حينها أول طفل يدخل إلي ذلك المكان فكان أغلب المتعاملين مع المكان إما كبار السن أو المحاربين، وظل الحال كذلك لسنوات كل عام أطول الطرف الذي أرتديه أو أبدله بآخر".
ويواصل شاهين: "وحين عدت إلى الوفاء والأمل وجدت أمورًا قد تغيرت تماماً، فأغلب العاملين القدامى إما رحلوا أو فتحوا شركات خاصة بهم.. ولم تكن المعاملة جيدة حين عدت ورأيت الناس يعانون كثيراً هناك، فبدأت الفكرة تدور في رأسي بإنشاء مركز لخدمة المعاقين حركياً أو مبتوري الأطراف من النواحي النفسية والجسدية وكل هدفي هو أن يجدوا أطرافًا ملائمة لهم ويحصلوا على رعاية مميزة ويكونوا سعداء ومتأقلمين مع الوضع الجديد الذي طرأ عليهم".
ويشرح شاهين فكرته بأنها تهتم بالعلاج والتأهيل نفسي للشخص الذي حصل له بتر في أحد أطرافه، إضافة إلى التأهيل البدني والعلاج الطبيعي لذلك الشخص، خاصة وأن الذي تُجرى له عملية البتر يمكث في السرير لمدة قد تصل إلى ستة أشهر، مما يجعل كل عضلات جسده في حالة تيبس.
ومن ثم وجب إعادة تأهيله بدنيًا، ثم توفير طرف صناعي مناسب للشخص ولظروفه الاجتماعية وطبيعة عمله وحالته المرضية وطوله ووزنه، ثم خدمة ما بعد البيع من تدريب الشخص على الطرف الجديد، مشيرًا إلى أن الشركات التي تبيع الأطراف لا تهتم بأيٍ من هذه الجوانب، وكل ما تهتم به هو بيع الطرف للعميل، ومن بعدها تنقطع علاقته بالشركة، وقد عانيت من ذلك كثيراً".
كما أعمل أيضًا على تغيير ثقافة المجتمع تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة أو مبتوري الأطراف، من خلال ورق وزعته في بعض الندوات وأعمل على نشره، يشرح إتيكيت التعامل مع المعاقين حركيًا؛ مثل كيف تتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة حين يدخل إلى مكان، وإن كان يجلس على كرسي ما، المسافة الملائمة التي يجب أن تكون بينكم أثناء التحدث، ومتى تقدم له المساعدة إن احتجتها وكيف تقدمها، وغيرها أمور كثيرة.
على الرغم من أنه إلى الآن لا يملك مقرًا لمشروعه، إلا أن "تاجر السعادة" يصمم على تحدي كل الصعوبات التي واجهته وستواجهه، لتنفيذ مشروعه في المنصورة، لكسر المركزية التي عانى منها كثيرًا حالمًا بمركز للتأهيل البدني والعلاج الطبيعي، ومصنع للأطراف الصناعية في بلدته ليخدم أهالي الدلتا والصعيد الذين عانوا من تمركز تلك المصانع في القاهرة، والذي قد يحتاج الشخص إلى ترك الطرف الخاص به في القاهرة لإصلاحه أو ضبطه لعدة أيام مما يوقف حياة الشخص بالكامل.
نُشر على موقع جريدة الشروق بتاريخ 22 يناير 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق