50 قرشا، هي التكلفة التي ستدفعها لتنتقل من بين أكوام القمامة إلى عالم الترفيه داخل «ملاهي بكار»، أو «المراغي لاند»، في منطقة "المراغي" العشوائية إحدى ضواحي مدينة الإسكندرية.
"المنطقة فقيرة جدا، وعادة أهلها لا يخرجون منها، والأطفال يحبون الذهاب إلى تلك الملاهي كثيراً"، بهذه الكلمات بدأ "محمد صفوت" أحد أعضاء مشروع «إنسان» الذي يعمل على تنمية العشوائيات حديثه عن منطقة "المراغي"، التي يعيش فيها ما يقرب من 7 آلاف أسرة، غالبيتهم مرضى إما بالفشل الكلوي أو أمراض الدم والجهاز العصبي، نظرا لغرق المنطقة في مياه الصرف بشكل دائم، ووجود خط كهرباء ضغط عال يمر فوق المنطقة.
ويوضح صفوت أن أغلب الأهالي لا يعملون بشكل منتظم، حيث تنحصر أعمالهم في أعمال العمارة "باليومية"، ولا تنحصر العمالة في منطقة المراغي على البالغين فقط، مشيرا إلى أنها تمتد للأطفال أيضا الذين يعملون في المساء بالأفران، أو كسائقين "توك توك" داخل المنطقة، بينما تعمل الفتيات الصغيرات هناك كخادمات في البيوت، وعلى الرغم من ذلك إلا أن نسبة التعليم بين الأطفال عالية نسبيا، حيث تصل إلى 65% وفق إحصائيات مشروع «إنسان».
"لا أتمنى أن أنتقل إلى مكان أفضل، كل ما أتمناه أن يعيش أولادي بصحة أفضل على تلك الأرض"، هكذا قال "عم محمد" الذي يعيش في منطقة المراغي، ويعمل في أعمال المحارة، قائلاً: "إن أهالي المنطقة يحاولون أن يجعلوا ظروفهم المعيشية أفضل من هذا الوضع، حتى لا يصاب أولادهم بالأمراض النفسية، بعدما أصيبوا بالأمراض العضوية".
ويضيف عم محمد "لدى ابنتان إحداهما مصابة بفشل كلوي تام، والأخرى تعاني من نوبات صرع بشكل غير منتظم، والمنطقة أصبحت مرتعا للأوبئة والأمراض، نظرا لغرقها الدائم بمياه الصرف الصحي، الذي تهالكت شبكته، ولا تأتي أي سيارات لرفعه، فلا يبقى أمامنا سوى الانتظار حتى تجف المياه بفعل الشمس، بعد أن تغرق بيوتنا وتنتشر الأمراض والروائح الكريهة في المنطقة".
نُشر على موقع جريدة الشروق بتاريخ 8 يناير 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق