الصفحات

الأربعاء، 20 فبراير 2013

«العنف فى سوريا» يحول لاجئًا من موظف لمتسول فى شوارع القاهرة



سلمى خطاب
هربا من عنف لا ينتهى منذ عامين فى سوريا، تركوا بلادهم، أعمالهم، منازلهم، أموالهم، ونزحوا إلى بلدان متعددة، عربية أو أوربية، تغيرت حياتهم بالكامل، فالطالب الذى كان يستيقظ فى الصباح فى سوريا ليذهب إلى مدرسته، بات يستيقظ اليوم فى القاهرة لينزل إلى أى عمل يكسب منه قوت يومه، والموظف الذى كان يعمل فى إحدى المصالح الحكومية فى دمشق، صار بائع حلوى متجول فى مصر، تغيرات جذرية عصفت بحياتهم حتى دفعت البعض منهم إلى التسول فى الشوارع ليحصل على قوت يومه، حيث يستخدم البعض منهم جواز السفر السورى كوسيلة للتسول .

فـمن هؤلاء "م" (37 سنة)، رفض التصريح باسمه، كان موظفًا فى إحدى المصالح الحكومية بمدينة حلب، وانتقل للعيش فى القاهرة منذ خمسة أشهر، يقول: "هربت من حلب منذ خمسة أشهر بعد أن قُتلت زوجتى وابني، وجئت للعيش فى القاهرة حتى أنقذ ابنتى المتبقية من مصير أمها وأخيها".

ويضيف: "لا يوجد عمل لدي، ولا أستطيع ترك ابنتى لفترات طويلة، ومنزلى تم تدميره فى سوريا، ولا أملك شيئا سوى جواز سفرى وغرفة وفرها لى أولاد الحلال لأسكن فيها مع ابنتي، التى لم تبلغ العاشرة من عمرها بعد".

ويواصل: "أحاول البحث عن عمل لكن كل الأشغال التى عملت فيها لا تستمر، ولا أحصل منها سوى على نقود قليلة لا تكفى احتياجتى وابنتى سوى أيام قليلة".

وبلهجة مليئة بالمرارة قال: "ترى هل يرضينى أن أتحول من موظف كان الجميع يحترمه فى بلاده إلى عابر سبيل يسأل المارة عن صدقة فى الشوارع؟ لكن الحرب تدمرنا وتدمر كل شيء".

من جانبه استنكر أحمد بلوش الناشط السياسى السوري، والمتحدث باسم تنسيقية الثورة السورية فى الإسكندرية سابقًا، ما يقوم به بعض السوريين من التسول باستخدام جوازات السفر السورية، موضحا أن بعض الحالات تكون بالفعل تحتاج لتلك الأموال، وهناك جمعيات مصرية وسورية وأفراد يبذلون قصارى جهدهم لتوفير حياة كريمة للسوريين فى مصر، ولكن هناك البعض الآخر الذى يفعل ذلك بغرض النصب أو ما شابه".


وأضاف بلوش: "جواز السفر السورى قيمة كبيرة، ولا يصح أن يستخدم فى التسول أو الشحاتة، مشيرا إلى أن من سيتم ضبطه يتسول من السوريين يتم مطالبته بالتوقف عن تلك الأفعال وتهديده بسحب جواز سفره، أو ترحيله من مصر إذا عاد للتسول ثانية".

ويواصل بلوش: "من غير اللائق أن نرهق المصريين الذى أحسنوا ضيافتنا واستقبالنا، كما أن من يعانى من ضيق العيش يمكنه أن يلجأ لإحدى الجمعيات أو الأماكن التى تقدم المساعدات للسوريين، لا أن يستخدم جواز سفره الذى يعد رمزًا لبلده فى التسول".

وأوضح بلوش أن الجمعيات توفر مشاريع صغيرة أيضا للعمالة السورية مثل أماكن لبيع المشروبات أو المأكولات" مما يساعد السوريين على كسب عيشهم بكرامة وشرف.

نٌشر على موقع جريدة الشروق بتاريخ 10 فبراير 2013 

بطش الأسد سرق طلاب سوريا من «دكة المدرسة» للركض وراء العيش في شوارع القاهرة



سلمى خطاب

"دفاتر ممتلئة بمقررات اللغة العربية، وكتب لمناهج اللغة الإنجليزية والفرنسية، وأقلام جفت من عدم استخدامها"، هذا هو المشهد داخل منازل العديد من الشباب السوريين الذين هربوا من بطش الأسد، بحثا عن وطن يأويهم، فوجدوا أنفسهم أمام حياة جديدة لا يتعلمون فيها شيئا، ولا يعلمون عنها سوى أن عليهم أن يمتهنوا أية مهنة ليعملوا بها ليل نهار، حتى يحصلوا على قوت يومهم، فالثورة في سوريا لم تجعلهم يتركون مدنهم وأهاليهم ومدارسهم فقط، بل غيرت مسار حياتهم بالكامل ليتحولوا من طلاب إلى عمال وتجار وبائعين على الرغم من أنهم لم يبلغوا بعد سن العشرين.

ففي الوقت الذي يؤدي فيه الطلاب المصريين امتحانات نصف العام، تجد "غيث مياسة" الذي كان يدرس بالصف الأول الثانوي في "ريف دمشق" جالسا في أحد المطاعم الذي اتخذ من العمل فيه مصدرا لكسب قوته ورزق لأسرته، التي أتت بالكامل إلى مصر منذ ثلاثة أشهر هربا من أصوات الطائرات والمدافع الثقيلة التي كانت تقصف ريف دمشق يوميا.

"إما برجع إلى سوريا وبكفي دراستي هناك، أو بلا تعليم".. قالها غيث الذي سيتم عامه الـ17 الشهر القادم، بصوت مليء بالأسى، مسترسلاً "ما داعي التعليم طالما لست بسوريا، بكرة الله بينصر الثورة وينتقم من الظالم وجنوده، وبعود إلى مدرستي".
ويضيف غيث، "حتى لو أردت أن أعود إلى المدرسة، غير مسموح لنا بدراسة المناهج السورية، بندرس على النظام المصري الذي لا نعرف عنه شيئا، ومن أراد أن يدرس على النظام السوري، يجب أن يؤدي امتحاناته في السفارة السورية التابعة إلى النظام الذي تركنا بيوتنا ومدارسنا هربا منه".
قطع الحديث صوت ضحكاته الخافتة، فهيئته الممتلئة القصيرة ووجهه الذي يخط فيه شاربه أولى علامات الرجولة وضحكته الطفولية التي لا تفارق شفتيه، توحي بأنك أمام طفل شقي كثير المزاح، لكن بتدقيق النظر ستلمح وراء عيون ذلك الطفل شيخا كبيرا شاب شعره من هول ما رأي، وإذ به يقول وقد ارتسمت ملامح جادة على وجهه الذي كان يضحك منذ قليل "لولا الضحك كنا موتنا من الهم إذا نجينا من القصف" .
"عماد حروب" ابن الـ14 عاما، الذي فر من سوريا هو وعائلته هربا من قصف مدينة اللاذقية منذ أكثر من 7 أشهر، يعمل بمطعم للمأكولات السورية يقول لنا: "لولا أن هدمت قوات الأسد منازلنا، وشردت العائلات في حينا بعد أن قتلت منهم المئات، ما كنا تركنا سوريا ولا جينا على مصر، فالنظام يسهل دائما الخروج من البلاد حتى تخلو لها يفعل فيها ما يشاء".

ويوافق "عماد" على كلام صديقه "غيث" اللذان يعملان بنفس المطعم، بأنه لن يعود إلى الدراسة طالما لم يعود إلى سوريا، مبررا "أنه على الرغم من الترحيب الذي نلاقي به من كل من يتعامل معنا من المصريين، إلا أن الدراسة في مصر تحتاج إلى أموال كثيرة حتى نستطيع دراسة المناهج السورية، إضافة إلى أننا نرفض فكرة الدراسة خارج سوريا وهي تمر بتلك الظروف، فأضربنا عن التعليم حتى نعود إلى بلادنا".

الحال يختلف قليلاً عند "نضال حسن" الذي يعمل في أحد محلات بيع الملابس بمنطقة الهرم، ربما لأنه أتم دراسته الثانوية في سوريا والتحق بالجامعة في دمشق ليدرس الصيدلة، ولكن حالت الثورة وما تبعها من اشتباكات مسلحة بينه وبين حلمه من أن يكون صيدلي، لينتهي به الحال كبائع للملابس في إحدى شوارع القاهرة التجارية.

يقول "نضال" الذي أتي من "درعا" بحثا عن أمان له ولأمه العجوز التي لا يوجد من يرعاها سواه "التحقت بجامعة دمشق لأدرس الصيدلة قبل بدء الثورة بشهور قليلة، ولكن حين قامت الثورة وبدأت الاشتباكات المسلحة تصل إلي درعا، خشيت على أمي وعدت لاصطحابها معي، ولكن حينها لم تكن دمشق بأكملها أمان، فقررنا الرحيل إلي مصر، وهنا 
لم تسمح لي ظروف العيش بالتسجيل في الجامعة ومواصلة دراستي". 

نُشر على موقع جريدة الشروق بتاريخ 21 يناير 2013 

شريف شاهين..«تاجر السعادة» لذوي الاحتياجات الخاصة

المهندس شريف شاهين 

سلمى خطاب
فاقد الشيء لا يعطيه، وربما يكون هو أكثر القادرين على عطائه، قاعدة أثبتها بجدارة المهندس شريف شاهين أو "تاجر السعادة" كما يدعوه أصدقاؤه، مهندس الإلكترونيات الذي حول مسار حياته لخدمة المعاقين حركيًا من جميع الجهات نفسياً وبدنياً، بل وتغيير ثقافة المجتمع تجاههم أيضاً من خلال نشر "اتيكيت التعامل مع المعاق حركياً".

"هدفي أن يجد المعاقون حركيًا أطرافا ملائمة لهم تجعلهم سعداء، دون أن يتعرضوا لأي استغلال" بهذه الكلمات بدأ المهندس شريف شاهين حديثه لـ"الشروق" عن مشروعه في خدمة مبتوري الأطراف والمعاقين حركياً، الذي بدأه منذ سنتين، في المنصورة، عمل وحده خلالهما مع ما يقرب من 15 حالة، قائلاً: "تعرضت لحادث سيارة وعمري لم يتجاوز العامين، بُترت على إثره قدمي اليسرى، وكان لابد من تركيب طرف صناعي حتى أقدر على المشي ثانية، وكنت أتردد على الوفاء والأمل في القاهرة وكنت حينها أول طفل يدخل إلي ذلك المكان فكان أغلب المتعاملين مع المكان إما كبار السن أو المحاربين، وظل الحال كذلك لسنوات كل عام أطول الطرف الذي أرتديه أو أبدله بآخر".

ويواصل شاهين: "وحين عدت إلى الوفاء والأمل وجدت أمورًا قد تغيرت تماماً، فأغلب العاملين القدامى إما رحلوا أو فتحوا شركات خاصة بهم.. ولم تكن المعاملة جيدة حين عدت ورأيت الناس يعانون كثيراً هناك، فبدأت الفكرة تدور في رأسي بإنشاء مركز لخدمة المعاقين حركياً أو مبتوري الأطراف من النواحي النفسية والجسدية وكل هدفي هو أن يجدوا أطرافًا ملائمة لهم ويحصلوا على رعاية مميزة ويكونوا سعداء ومتأقلمين مع الوضع الجديد الذي طرأ عليهم".

ويشرح شاهين فكرته بأنها تهتم بالعلاج والتأهيل نفسي للشخص الذي حصل له بتر في أحد أطرافه، إضافة إلى التأهيل البدني والعلاج الطبيعي لذلك الشخص، خاصة وأن الذي تُجرى له عملية البتر يمكث في السرير لمدة قد تصل إلى ستة أشهر، مما يجعل كل عضلات جسده في حالة تيبس.

ومن ثم وجب إعادة تأهيله بدنيًا، ثم توفير طرف صناعي مناسب للشخص ولظروفه الاجتماعية وطبيعة عمله وحالته المرضية وطوله ووزنه، ثم خدمة ما بعد البيع من تدريب الشخص على الطرف الجديد، مشيرًا إلى أن الشركات التي تبيع الأطراف لا تهتم بأيٍ من هذه الجوانب، وكل ما تهتم به هو بيع الطرف للعميل، ومن بعدها تنقطع علاقته بالشركة، وقد عانيت من ذلك كثيراً".

كما أعمل أيضًا على تغيير ثقافة المجتمع تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة أو مبتوري الأطراف، من خلال ورق وزعته في بعض الندوات وأعمل على نشره، يشرح إتيكيت التعامل مع المعاقين حركيًا؛ مثل كيف تتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة حين يدخل إلى مكان، وإن كان يجلس على كرسي ما، المسافة الملائمة التي يجب أن تكون بينكم أثناء التحدث، ومتى تقدم له المساعدة إن احتجتها وكيف تقدمها، وغيرها أمور كثيرة.

على الرغم من أنه إلى الآن لا يملك مقرًا لمشروعه، إلا أن "تاجر السعادة" يصمم على تحدي كل الصعوبات التي واجهته وستواجهه، لتنفيذ مشروعه في المنصورة، لكسر المركزية التي عانى منها كثيرًا حالمًا بمركز للتأهيل البدني والعلاج الطبيعي، ومصنع للأطراف الصناعية في بلدته ليخدم أهالي الدلتا والصعيد الذين عانوا من تمركز تلك المصانع في القاهرة، والذي قد يحتاج الشخص إلى ترك الطرف الخاص به في القاهرة لإصلاحه أو ضبطه لعدة أيام مما يوقف حياة الشخص بالكامل.


نُشر على موقع جريدة الشروق بتاريخ 22 يناير 2013 

الاثنين، 18 فبراير 2013

«50 قرش» تنقلك من القمامة لمدينة الترفيه «بالمراغي»



سلمى خطاب

50 قرشا، هي التكلفة التي ستدفعها لتنتقل من بين أكوام القمامة إلى عالم الترفيه داخل «ملاهي بكار»، أو «المراغي لاند»، في منطقة "المراغي" العشوائية إحدى ضواحي مدينة الإسكندرية.

"المنطقة فقيرة جدا، وعادة أهلها لا يخرجون منها، والأطفال يحبون الذهاب إلى تلك الملاهي كثيراً"، بهذه الكلمات بدأ "محمد صفوت" أحد أعضاء مشروع «إنسان» الذي يعمل على تنمية العشوائيات حديثه عن منطقة "المراغي"، التي يعيش فيها ما يقرب من 7 آلاف أسرة، غالبيتهم مرضى إما بالفشل الكلوي أو أمراض الدم والجهاز العصبي، نظرا لغرق المنطقة في مياه الصرف بشكل دائم، ووجود خط كهرباء ضغط عال يمر فوق المنطقة.

ويوضح صفوت أن أغلب الأهالي لا يعملون بشكل منتظم، حيث تنحصر أعمالهم في أعمال العمارة "باليومية"، ولا تنحصر العمالة في منطقة المراغي على البالغين فقط، مشيرا إلى أنها تمتد للأطفال أيضا الذين يعملون في المساء بالأفران، أو كسائقين "توك توك" داخل المنطقة، بينما تعمل الفتيات الصغيرات هناك كخادمات في البيوت، وعلى الرغم من ذلك إلا أن نسبة التعليم بين الأطفال عالية نسبيا، حيث تصل إلى 65% وفق إحصائيات مشروع «إنسان».

"لا أتمنى أن أنتقل إلى مكان أفضل، كل ما أتمناه أن يعيش أولادي بصحة أفضل على تلك الأرض"، هكذا قال "عم محمد" الذي يعيش في منطقة المراغي، ويعمل في أعمال المحارة، قائلاً: "إن أهالي المنطقة يحاولون أن يجعلوا ظروفهم المعيشية أفضل من هذا الوضع، حتى لا يصاب أولادهم بالأمراض النفسية، بعدما أصيبوا بالأمراض العضوية".

ويضيف عم محمد "لدى ابنتان إحداهما مصابة بفشل كلوي تام، والأخرى تعاني من نوبات صرع بشكل غير منتظم، والمنطقة أصبحت مرتعا للأوبئة والأمراض، نظرا لغرقها الدائم بمياه الصرف الصحي، الذي تهالكت شبكته، ولا تأتي أي سيارات لرفعه، فلا يبقى أمامنا سوى الانتظار حتى تجف المياه بفعل الشمس، بعد أن تغرق بيوتنا وتنتشر الأمراض والروائح الكريهة في المنطقة".

نُشر على موقع جريدة الشروق بتاريخ 8 يناير 2013

البعض يترك «الكنبة» أحيانًا.. بحثًا عن الحياة في «ميدان الثورة»


سلمى خطاب
«حزب الكنبة».. مصطلح ظهر في مصر في أعقاب ثورة 25 يناير، ليشير إلى العدد الأكبر من المواطنين، الذين اكتفوا بمراقبة تطورات المشهد السياسي عبر وسائل الإعلام دون المشاركة الفعلية.. لكن «بعض أعضاء الحزب قرروا مؤخرا النزول إلى الميادين؛ بحثاً عن الحياة»، كما تقول محاسن زكي ربة المنزل، المصابة بالسرطان، والتي أرهقتها ظروف المعيشة بعد ثورة 25 يناير.

«عندما أنزل إلي السوق ومعي 50 جنيها لا أستطيع أن أشتري بها وجبة غذاء لثلاثة أولاد، وعندما تأتيني قيمة فاتورة الكهرباء أكثر من 200 جنيه، وعندما يقف علاج الكيماوي لأكثر من ثلاثة أشهر نظرًا لإضراب الأطباء الذي لم يستجب لمطالبهم أحد إلى الآن، أي حياة تلك التي أعيشها؟، كان يجب عليّ أن أتحرك لأصرخ مطالبة بحقي في الحياة داخل تلك البلاد التي تضيق علينا يوم بعد يوم».. تقول محاسن.

وتضيف: «لا أملك في جيبي سوى جنيه ثمن تذكرة المترو الذي سيقلني إلي البيت إذا استجابة الرئيس مرسي لمطالبنا، أو رحيله؛ لأنه منذ أن تولي الحكم لم يصدر قانوناً واحداً ينصف المصريين، ولم يكن يوماً رئيساً سوى لأعضاء جماعته».
محاسن ليست الوحيدة من «حزب الكنبة» التي قررت مغادرته والنزول إلى الميادين للمطالبة بحقها؛ فعبده فرج، الموظف المتقاعد ذو الـ63 ربيعًا، راقب أحداث الثورة من «الكنبة»، فاض به الكيل من حالة الاضطراب التي تعيشها البلاد منذ سنتين، مما دفعه إلى حمل كنبة رمزية ولافتة كتب عليها «حزب الكنبة خلاص قرر ينزل الميدان».

يقول فرج: «فاض بنا الكيل من عدم الاستقرار الذي يدمر حياتنا، ولم تتحقق مطالب الثورة، وزاد عليها "ميليشات جماعة الإخوان"، التي نزلت لضرب الثوار عند قصر الاتحادية».. ويواصل: «لن أعود إلى كنبتي لحين تحقق الاستقرار في البلاد، وتوقف الإخوان عن أفعالهم التي تقسم بها البلاد وتقودها إلى حرب أهلية، حينها فقط سأعود إلى موقع المراقب للأحداث من منزلي، لكننا لن نقبل بما يحدث من تقسيم متعمد لمصر».


تم نشره على موقع جريدة الشروق بتاريخ 13 ديسمبر 2012 

«أطفال العشوائيات».. أميون حاصلون على شهادات دراسية



سلمى خطاب
السؤال الأول "صف مدرستك في جملة واحدة"

الإجابة "مترصتى جملة مضيفة مطروة"

هكذا أجاب عمر أحمد الطالب في في إحدى المدارس الابتدائية في منطقة خورشيد العشوائية بالإسكندرية على السؤال الذي وجه إليه في امتحان الصف الخامس الابتدائي.

فعلى الرغم من كونهم مقيدين في مدارس، يذهبون إليها يوميا، يلتقون بمدرسيهم، ويحضرون حصصهم، ويستلمون كتبهم الدراسية، ويمرون بامتحانات نصف العام وآخره، إلا أنهم إلى الآن لا يعرفون القراءة أو الكتابة، حتى أن بعضهم لا يعرف كيف يكتب اسمه أو اسم مدرسته.

آلاف الأطفال في المناطق العشوائية، آلاف المشاريع لقنابل موقوتة داخل المجتمع يتم تجهيلهم وتجاهلهم يوميا، فبين أهالي أميين لا يعرفون شيئا سوى المعاناة اليومية في الحصول على لقمة العيش لإطعام أبنائهم وإرسالهم إلى المدارس ظنا منهم أنهم يتلقون تعليميا جيدا يرسمون عليه الآمال لمستقبل أفضل، ومعلمين يعانون هم الآخرون في الحصول على ما يكفي لإشباع حاجاتهم الأساسية، يضيع الآلاف من هؤلاء الأطفال، ويتحولون من مشاريع لمواطنين صالحين، إلى مشاريع مواطنين أميين وجهلاء يزيدون العبء على الوطن والمجتمع، فيما يعرف بظاهرة الأمية المقنعة، وهي أن يكون الطفل حاصل على شهادة دراسية ولا يعرف القراءة والكتابة.

فمنذ أيام قام مشروع "إنسان" إحدى المشاريع الخيرية التابعة لجمعية صناع الحياة، لمؤسسها الدكتور عمرو خالد، بتخريج 150 طفلا من 6 مناطق عشوائية في الإسكندرية من تلك الظاهرة، والعبور بهم من ظلام الجهل إلى نور العلم.

أوضحت مها أمين، المسئول التعليمي عن المشروع، أن "المشكلة التي واجهت متطوعي المشروع حين بدأنا العمل على النهوض بالعشوائيات، كانت أننا وجدنا الأطفال في تلك المناطق العشوائية يصلون إلى مرحلة دراسية متقدمة، ولا يعرفون القراءة والكتابة، حتى أن غالبيتهم لا يستطيعون كتابة أسمائهم، ومن هنا جاءت الفكرة بتكوين مجموعات عمل من المتطوعين تعمل على محو أمية هؤلاء الأطفال، على الرغم من أنهم طلاب مقيدون في مدارس، مشيرة إلى أن هناك "عرف" متبع من الإدارة التعليمية أن من يرسب عام في مرحلة التعليم الأساسي، ينجح في العام التالي حتى لو لم يجتاز الامتحان بما يعرف بـ"قوة القانون".
وواصلت "في البداية عملنا معهم على المناهج الدراسية التي من المفترض أن يدرسونها في مدارسهم، حتى نرفع مستواهم الدراسي، لكن المشكلة التي واجهتنا أن غالبيتهم لم يعرف كيف يكتب اسمه حتى، وهنا لجئنا إلى مناهج محو الأمية ولكن مع تعديلها لتناسب الأطفال، ثم طورناها إلى ما يعرف بالمناهج التكميلية، وتم تقسيمها إلى مستويات حتى تناسب الأطفال في أعمارهم المختلفة".

وأشارت أمين إلى، أن من وضع تلك المناهج هو فريق داخل المشروع اسمه "فريق المناهج التكميلية" وهو مكون من مدرسين ومتخصصين ويتم عرضها على بعض الأساتذة من كليات التربية"، لافتة إلى أن إدارة المشروع تسعى الآن لتسجيل تلك المناهج لدى وزارة التربية والتعليم.

ولفتت إلى أن المشاكل التي تواجه متطوعو المشروع مع الأطفال، ليست مشاكل في المناهج الدراسية فقط، موضحة أن الأطفال يعانون من مشاكل أخلاقية، وخلل في تنميتهم الذاتية، إضافة إلى أنه لا يوجد لديهم أبسط المعلومات العامة؛ لأن لا أحد يسعى لتعليمهم شيئا، وأهاليهم إما أميون، أو يعانون معاناة شديدة لا يملكون الوقت لتعليمهم، ومن هنا جاءت الفكرة بإنشاء برنامج أخلاقي خاص بالأطفال، والعمل على تنميتهم ذاتيا لأن كل هدفنا هو إخراج مواطن صالح لبلده ومجتمعه".


ومن جانبه أوضح الدكتور أمين أبو بكر، الوكيل السابق بوزارة التربية والتعليم لشئون التعليم الأساسي، أنه "لا يوجد قانون يجبر الطفل على تخطي مرحلة دراسية وهو لم يجتاز امتحاناتها، وأن ما يحدث يكون تخط من المدرسين للقانون، بأن ينقلوا الطالب من مرحلة إلى مرحلة دراسية أعلى وهو لم يتعلم شيئا.

وأضاف أبو بكر، أن "الطالب المتعثر في المرحلة الإعدادية يحول إلى ما يسمى بـ"المدارس المهنية الإعدادية"، ولا يسمح له باجتياز المرحلة الدراسية من دون أن ينجح في اختباراتها".

تم النشر على موقع جريدة الشروق بتاريخ 17 فبراير 2013

الأحد، 17 فبراير 2013

على ورق


أفكاري على ورق
طموحي في ورق 
أحلامي من ورق 
ذكرياتي على ورق 
سنين عمري كلها.. ورق 

أبطالي من ورق 
فتاي الأول ورق 
وقصصي قبل أن أعيشها 
أدونها على الورق 

اتهامس مع أحبتي على الورق 
وأتجاوز بعد المكان بيننا 
بأن أرسل إليهم الورق 

بدأت أشك في حالي 
هل أنا إنسان من لحم ودم 
أم عروسة من الورق!

الأربعاء، 13 فبراير 2013

شبه حياه

تتجمل الأوقات.. تتزين بالسعادة.. وتغريني بالأمل..

لكن الوقت في غيابك يتشبه بالحياة.. و لا يعدو إليها




عن تلك الفترة أتحدث
الفترة التي كنت فيها محاطة بالكتب من كل الاتجاهات.. ولا أقرأ شيئاً
أشرب قهوة كثيراً وأنام أغلب ساعات النهار والليل
اشتري جرائد ولا أجد وقت لقراءتها
لم أكن أفعل شيء يذكر
كل ما أذكره أنني لم أكن أملك الوقت الكافي لفعل أي شيء
في الحقيقة..
لم أكن أفعل أي شيء
دائمة الشرود في فراغ لا ينتهي


عن تلك الفترة أتحدث
ذلك الوقت الذي حملت فيه بداخلي متناقضات كثيرة
بين السعادة والحزن
الراحة والتعب
الأمل الممزوج باليأس
كان انتصاراً بطعم الخيبة هو ما أصابني بتلك الأعراض
مَن ذلك الفتي الأسمر الذي وهمني يوماً أنني امتلكته؟
كان كاذباً بارعاً
وكنت ساذجة بما يكفي لتصديقه!


منذ اكتشفت كذباته
لم أُصدق أحد في ذلك العالم
اتحسس بداخلي هؤلاء الذين أبصرتهم يوماً بلمحة ضوء من السماء
لماذا تحولوا إلي أشباح تطاردني في المساء


مَن ذلك الفتي الأسمر الذي وهمت نفسي أنني أحببته يوماً؟؟
أيناه مني.. انظر إلي ولا آري انعكاسه على مرآتي؟؟
أين ذهب.. كان يوماً يحتل ذلك الجزء من روحي؟
ما هذا الفراغ الذي خلفه رحيله.. ؟
لماذا الوقت في فراقه يمر ولا أشعر به
أين ذهبت في بعاده نكهات الطعام وروائح الورود؟!
لم يتعبني الشتاء يوماً ما..
لماذا كان شتاءي هذا العام بهذا البرودة؟
لماذا أتعبتني الأمطار إلي هذا الحد؟


من هذا الذي سلبني الحياة.. ومنحني شبه حياه
وربما العكس ما حدث..
ربما ما كنت أعيشه معه هو الحياة..
والوقت قبله وبعده هو الذي يتشبه بالحياة..
لا أعرف.. وللحقيقة لم أحاول محاولة صادقة أن أفهم أو أعرف
فمنذ ذلك اليوم الذي افترقت فيها أيدينا
وأنا لم أعد أدرك الأشياء أو أفسرها بشكل صحيح!

الاثنين، 11 فبراير 2013

أحبك جداً

أعلم أن اللحظة التي ستكتمل فيها ثقتي بك.. ستكون لحظة رحيلك 




أحبك جداً 
والتمس هداى من نور عينيك 
أحبك جداً 
ولا شيء لدي أقدمه إليك 
سوي أحلام مغلفة بأوراق الهدايا 
وقلبُ صار من الآن ملكك
أقدم إليك ضحكات قليلات 
وكلمات أشعار وأغنيات 
وصوت ملائكي يرافقك في الأوقات 

أحبك جداً 
ولا أرجو منك اهتمام 
لا أطالبك بأن تبادلني مشاعري 
لا أريد منك سوي إحساسي بك 
أن أحبك بيني وبين نفسي فقط 

أحبك جداً 
وهذا أمر لا يعنيك 
فهذا شأن شخصي جداً 

الجمعة، 8 فبراير 2013

اهرب منك للعدم

وعدتك أن أنساك كأنك لم تكن.. ولم أفي بالوعد.. نسيت حالي وأنت لم تُنتسي




اهرب منك للعدم

واحدث القهوة عنك

واحكي بطولاتك للمشردين والراحلين والغرباء بلا مأوي

اهمس باسمك في صلاتي

وأناديك في كل الطرقات

ابحث عنك بين ألوان الأزهار

والألحان الشرقية والغربية

ألا تسمع يا هذا؟؟!

الثلاثاء، 5 فبراير 2013

إلي مدينتي الزرقاء


أن تعيش في تلك المدينة الزرقاء.. أمر كفيل بأن يملؤك بكل أسباب السعادة.. وكل السعادة التي بلا أسباب..





أشتقت إلي مدينتي الزرقاء.. إلي الإسكندرية الجميلة.. إلي كل شيء فيها..
بيتنا الهاديء الذي أحبه.. وسادتي وفراشي الوثير.. وجه أبي في الصباح.. ورائحة القهوة التي تعبئ المطبخ..
فوضي غرفتي الدائمة ومكوثي للكتابة لساعات متأخرة من الليل إلي أن ترمي الشمس أولي أشعتها.. صوت الأمطار وهي تدق نافذتي.. لون السماء وهي تمتزج مع أفق البحر..
رائحة البحر.. وماذا أقول عن رائحة البحر وهي تملأ فمي وأنفي.. والساعات الطويلة التي كنت أقضيها أمامه.. أسراري التي يحملها ذلك البحر.. ورسائلي التي أرسلتها إليه...

في تلك المدينة المقيتة أنا لا أرسل الرسائل لأحد سوي المجهول.. لا أحد هنا يتذكرك.. ولا وقت لديك لتتذكر أحد.. 

في تلك المدينة.. منسي وضائع أنت وسط ذلك الصخب الذي لا ينتهي !!