عن الأموات على قيد الحياة
دائماً صامتون.. لا يتحدثون إلا للضرورة.. وغالباً ما يكون كلامهم مقتضب وسريع عن الحاضر فقط.. لا يثرثرون حول الماضي.. أو يتطلعون إلي المستقبل بحديثهم..
أي مساحة من الثقة فقدت بينكم وحولت تلك الروابط العميقة إلي علاقات بهذه السطحية..!
لا رابط حقيقي بينكم.. تنعدم أسباب الكلام.. وتخرس القلوب قبل الألسنة!
حينها تبدأ في التساؤل عن هذه الأجساد التي تعيش حولك.. أين ذهبت أرواحهم..؟! وأين لمستهم على حياتك؟! .. وما التغيير الذي أضافوه على الأشياء من حولك؟!
وكيف تكمل عمرك إلي جوارهم..؟! ماذا ستفعل حيال ذلك الشعور بالغربة الذي راح يحتلك تدريجياً إلي أن سيطر عليك تماماً..؟ّ!
أين مفاتيح تلك الصناديق..؟؟ وكيف تتواصل معهم..؟ّ!
ولماذا فارقت أرواحهم أجسادهم بهذه السرعة..؟ حتى صاروا أموات على قيد الحياة؟ هل أنت مطالب بأن تكمل حياتك معهم..؟!
أي حياة تلك التي تبحث عنها بين أشخاص اختاروا الموت طواعية وهم على قيد الحياة؟!
وما هذا السكون الذي يسيطر عليهم.. ألم يخبرهم أحد من قبل أن السكون بعض من الموت... وأن التفرغ لانتظار الموت..موت!
في هذه الدنيا لكي تثبت أنك حي عليك أن تحدث بعض الضجيج.. إما حياة صاخبة.. أو موت في سكون.. نادراً ما يكون هناك اختيار ثالث بينهما!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق