الصفحات

الجمعة، 12 أبريل 2013

«هن».. وجوه مألوفة يشاركن في التظاهرات لحماية الشباب من الغاز والخرطوش


سلمي خطاب 

"أنا نازلة عشان أحمي ولادي... لما مش بنشارك بيضربوهم بالغاز والخرطوش"، بهذه الكلمات بدأت سعدية محمد (56 عاما) حديثها ل"الشروق".

فمنذ بدأ المطالبة برحيل الحكم العسكري، تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مزحة تقول "احنا الجيل اللى مش بيخاف يقف قدام الدبابات لكنه يخاف أن يقول لأهله إنه نازل المظاهرة"، وعانى الكثير من الشباب من تحفظ أهاليهم ومنعهم من المشاركة في الاحتجاجات والفعاليات السياسية المختلفة في الشارع خاصة، مع ظهور الطرف الثالث الذي دائما ما كان ينهي الاحتجاجات السلمية بأحداث عنف.

ثم تغير الوضع وباتت وجوه مألوفة تشبه وجوه أمهات الشباب الذين يشاركوا في المظاهرات في الظهور، خلال الاحتجاجات والتظاهرات المناهضة للنظام.

حيث توضح "سعدية محمد" والتي تعمل في هيئة البحوث الزراعية منذ عام 1996 ولم يتم تعيينها إلى الآن بسبب الفساد الإداري- بحسب ما قالت -"أنا لا أشارك في التظاهرات طلبا لدعم في مشكلتي، أنا أستطيع أن أخد حقي منهم، لكني أشارك دعما للأولاد والشباب الذين يتظاهرون لتحرر بلادنا".

وعلى الرغم من رفض أبنائها وخوفهم الدائم من مشاركتها في المظاهرات والفاعليات السياسية المختلفة، إلا أن سعدية تؤكد أنها دائما ما تسعى للمشاركة، لأنها تؤمن أن التغيير لن يحدث إلا من الشارع المصري والمواطنين العاديين الذين يعانون من تردي الأوضاع الاقتصادية وباتوا لا يقدرون على توفير أدنى احتياجاتهم المعيشية.

توافقها في الرأي نجاة سعيد (61 عاما)، والتي كانت كانت تعمل مدرسة لغة عربية، حيث تقول: "الأمور كلها تدهور على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهؤلاء الشباب لديهم كل الحق، ويجب أن نقدم لهم الدعم والمساندة".

أما حمدية محمد (49 عاما- ربة منزل) والتي وقفت إلى جوار ثلاث من ربات البيوت صديقاتها، في تظاهرة أمام القضاء العالي منذ يومين، حاملين لافتات كتب عليها "ارحل"، فتطالب الرئيس محمد مرسي بالتنحي مثل سابقه، وتقترح بعد رحيله أن تستلم المحمكة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد، وتصدر إعلانا دستوريا مؤقتا، تجري بعده على الفور انتخابات نزيهة، يمنع من المشاركة فيها كل من أفسدوا الحياة السياسية في العقد الماضي، والإخوان الذين عملوا على استغلال المرحلة الانتقالية والاضطرابات التي تمر بها البلاد للوصول إلى مناصب في السلطة على حساب دماء الشباب وثورتهم "على حد قولها".

وتشاركها في الحديث صديقتها فاطمة سليمان (56 عاما- ربة منزل) والتي تعرفت عليها من خلال مظاهرة سابقة للاحتجاج على سياسات جماعة الإخوان المسلمين في الحكم، مؤكدة أن الأمور على المستوى الاقتصادي تسير للأسوأ، وصار واجبا على كل المصريين أن ينزلوا لإسقاط حكم مرسي الذي لا يختلف كثيرا عن حكم مبارك، بل على العكس يعمل على تدمير البلاد وإثارة الفتن بداخله.

وفي السياق ذاته، لم يكن أمام هادية كامل (58 عاما- ربة منزل) التي اتخذ ابناها الاثنان قرارا بالهجرة خارج البلاد، خيار سوى أن تشارك في تلك المظاهرات المناهضة للنظام، على أمل أن يسقط ذلك النظام ويحدث تغيير للأفضل يدفع أبناءها للتراجع عن قرار الهجرة.

حيث أوضحت، أن ابنيها اللذين تشاركا في شركة للسياحة منذ 7 أعوام، بدأت شركتهما في الانهيار، وأصبحا مهددين بالإفلاس، مما دفعهما إلى تصفيتها واتخاذ قرار بالهجرة إلى خارج البلاد.

نشر على موقع جريدة الشروق بتاريخ 9 إبريل 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق