كل نهار ابدأ يومي بأمل
جديد.. أقاوم اليأس بداخلي.. أقاوم ذلك النوم اللعين الذي كلما استيقظت منه يأتيني
صوته واضحاً.. لما تصحي..؟؟ لا شيء ينتظرك في صحوك سوي الفشل.. ! أوبخه.. اخرس
أيها الصوت.. إنه يوماً جديد.. فيعود يوم جديد آخر لن يفهمك فيه أحد.. ستمضين في طرقات لا تعرفيها بحثاً
عن عيون لن تجديها وحلم كلما اقتربتٍ منه يتلاشي مثل السراب.. لماذا إذن..؟؟ ابقي
على تلك الوسادة لدي الكثير من الأحلام ستسعدك..
من أين يأتي هذا الصوت اللعين.؟؟
أتجاهله.. أقاوم ... أنهض.. قهوة الصباح.. صمت
ثقيل يملأ أرجاء المنزل، وفراغ في كل أركانه.. إفطار على مضض.. آيات تتلى... فيروز
تشدو.. صوتها أحياناً يأتي غريباً.. وأحيناً آخري يطمئني.. وقت أمام الدولاب
لاختيار ملابس دائماً ما تبدو غير متناسقة.. ربما عيني هي التي باتت لا ترى
الأشياء بشكل جيد.. طوبي لمن يقدر أن يتجاوز النظر لما يلبسه الإنسان.. طوبي لمن
ينظر إلي القلوب مباشرة.. لمن يري الروح ببصيرته قبل أن يري الجسد بعينه..!!
اخشي دائماً من أولئك
المبصرون.. إنهم يرون الحرب الدائرة بشكل دائم بيني وبين نفسي..
انتهينا من اختيار
الملابس.. ومن حيرتها اليومية وذلك المظهر الذي لا يتجدد.. لا فائدة من تجديد
المظهر طالما الروح على حالها..
أخرج من البيت.. تحية
وابتسامة على استحياء لذلك الجار العجوز الطيب.. ثم يداهمني شعور مفاجئ بالخوف من
يوم اخرج فيه من البيت ولا أجده.. بصعوبة أبعد الفكرة عن رأسي.. وأمضي.. أكمل طريق
لا أعرف أين سينتهي.. ولا أعرف لماذا بدأ.. لماذا أنا على تلك النقطة بالتحديد..
هل هذا ما أريده بالفعل.. لا أعرف.. كل ما أعرفه أنني أمضي إلي ما لست أعرف..!
أواصل طريقي.. نفس الضحكات
مع الأصدقاء.. نفس الشوارع.. نفس الطعام.. نفس الأفكار.. نفس المشكلات.. جوهر الأشياء
يتكرر بملل يصيب بشلل أحياناً.. لا بأس سينتهي ذلك الملل قريباً.. لكن الذي لا
ينتهي هو ذلك الإحساس بأن هناك سر وراء تلك الأحداث.. شعور وجداني لا يفارقني أن
وراء تلك الأحداث سر لم أدركه بعد.. لا أعرفه هذا السر سيكون تحقيقاً لنبوءة أي من
الصوتين المتنازعين بداخلي..
أفكر في إجابة.. أفكر في
شيء جديد.. أفكر في أمل جديد.. حلم جديد.. ثم.. أتعب من التفكير.. أقاوم قليلاً
لكن يغلبني التعب.. أغرق في قراءة قصة ما.. حتى يَمن النوم على بصدقته اليومية..
وما إن تغمض عيني.. لا تريد بعدها أن تفتح من جديد!
يمضي ما بقي من الليل..
وحين يأتي النهار.. يتكرر كل شيء للدرجة التى أشك معها أحياناً أن يوماً جديداً
آتي.. وأظن أن الأمس عاد من جديد!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق