الصفحات

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

رسالة خائفة

إذا تجرأت يوما وأرسلت إليك رسالتي سأخبر عن عدد المرات التي كتبتها ومحوتها قبل أن تصل يدي إلي زر "إرسال".

اتسائل كيف وصلت إلي هذه القناعة التامة بعدم جدوي الحديث معك؟ كيف بعد أن كنت اتلهف لمحادثتك، وانتقي أفضل الكلمات ﻷتحاور معك، اتبادل معك الحديث حول كل شيئ الحياة والسياسية والثقافة والفن والكتابة وعني!

ربما استطيع الآن أن احدثك عن كل شئ باستثناء الجزء الخاص بالحديث عني!

استطيع أن أذكر لك عدد المرات التي لم تسمعني فيها... عدد المرات التي كنت اتمني أن أملك حق مهاتفتك في أي وقت من الليل والنهار، عدد المرات التي وقفت على شفتي فيها كلمة "احتاجك الآن.. الآن وليس بعد قليل.. احتاجك الآن وليس غدا"، ولم انطقها مرة خوفا ومرة حرصا على وقتك الثمين الذي كنت تضن علي ببعض منه، حتي وأنا في أشد حاجتي إليك.

ربما لن احتاج لتذكيرك كم مرة تركت عملى، أو خرجت من منزلي في المساء بعد كذبة صغيرة على أهلى، لاستمع إلي مشكلة مع زميل لك في العمل، أو الضيق الذي سببه لك جارك الذي حجز مكان صف سيارتك بقطع الحديد.. أنت بالتأكيد تذكر.. كنت تعتذر بعد كل عبث تفعله بي.. تعتذر عن عدم تقديرك لظروفي لكني اعلم انه في داخلك اعتذار عن خذالان وخيبة أملى الكبيرة بك.

سأحتاج أن أخبرك في الرسالة أيضا أني لازالت آراك جميلا زغم كل وقاحتك معي، ولازالت لا أري غيرك فى العالم رغم إحساس الإهانة الذي اجتاحني حين علمت انك كنت تضعنى في وضع مفاضلة مع امرأة آخري، وربما آخريات، تختار من بينهن من ستفوز بلقب "حبيبتك"!

صدقني لم يعد ذلك اللقب يعنيني.. يكفيني اعترافك أن معي راحتك.. يكفيني يقيني أنك ستكون في تعب طالما توسدت رأسك كتف غيري.. دعها تعبث بك وتعبث بها.. أنا أعلم أن أصل سعادتك وراحتك معي تماما كما أعلم أن أصل عذابي وتعبي كان معك!
ربما سأخبرك فى الرسالة أيضا عن كم الالم الذي يحتلني بعدما رحلت، عن فراغ الوقت من دونك وتوحش الأشياء!

احتاج أن استرد شجاعتي لأقدر على إيلامك.. ارسل إليك رسالتي فيخرج محتواها مني ويهدأ قلبي بعدما يتخلص من ثقل الكلمات التي يحملها إليك.

يوما ما سأقدر على وجعك.. يوما ما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق