لم انتبه لكلماتها وهى تحدثني عن تلك العرافة التي قرأت لها طالعها، شردت بنظري نحو الباب، راحت عيناى تبحث عن شخص ما، لا اعرف من هو.. شعرت كم أنا بحاجة لك، تمنيت لو أن تأتي، تمنيت أن أقابلك صدفة بينما فشلت بيننا كل المواعيد، وتمنيت تلك الصدفة بشدة حتى لو كانت آخر ما يحدث في حياتي.
آتاني صوتها باهتاً من بعيد ليردني إلي واقع أنك لم تعد إلي جانبي، سألتني بتردد لو أود الذهاب إلي تلك العرافة لتقرأ لي طالعي؟
صدمني السؤال في البداية، ولم أعرف بما أجيبها، شردت لبرهة آخري وتخيلت المشهد، أنا أمام تلك العرافة وهى تقول لي أنك لن تعود أبداً، أحزنتني الفكرة ثم تراجعت وسألت نفسي وماذا لو قالت لي أنك ستأتي؟
لم أحتمل الظنون، أجبت صديقتي بثقة لا، لا أريد الذهاب وقبل أن تسأل عن السبب قلت لها أنى أخاف من تلك التجربة واستحرمها.
سكتت قليلاً فعدت إلي شرودي نحو الباب مرة آخري، لم تكن التجربة تخيفني بذلك القدر من الرهبة والتردد الذي ظهر في صوتي وأنا أحدثها، ولكنى أحببتك أن تبقى سراً غامضاً، إن آتيت فتجربة اشتياقي لك وتلهفي لمعرفة أخبارك ستضاعف حبي لك مرات، وإن لم تأتي سواء نسيتك أو لم يقدر الله لي نسياك أردتك أن تبقى سر بداخلي شديد الخصوصية، لا يطلع عليك أحد حتى ولو عن طريق الدجل أو الشعوذة.
لم أكن أريد لتلك المشاعر أن تنتهي أو تبنى آمالها فى البقاء أو الفناء على كلام العرافات أو الدجالين، أردت أن اتركها للأقدار... أتعذب إذا شاء لي القدر بالعذاب، وأسعد إذا شاء لي القدر السعادة، وفى كل الأحوال لم آراها الطريقة المثلى لحبك، وأنا أردت أن أحبك كما ينبغي.
ســــيــــن
14\2\2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق