لا أذكر في أي فصل كنا.. الربيع أم الخريف.. كان فصلاً
من الفصول التي يتغير فيها الجو يومياً.. وكان أيضاً كل شيء بيننا متقلباً مثل
الجو.. لم يكن هناك شيئاً مستقراً.
في الصباح الباكر مكثت على الأرض في أحد أركان المنزل..
ووضعت أمامي قلم وبعض الأوراق وفنجان قهوة وسلسلتي الفضية.. كنت أسمع للمرة الأولي
فيروز وهي تشدو "في أمل"..
بدا لي المنزل واسعاً وغريباً.. وامتد إحساس الغربة
بداخلي إلي أن شمل كل أشيائي المعتادة.. سيطر على إحساس مخيف بأن كل تلك الأشياء
ليست لي... انتفضت رعباً حين فاجأني رنين الهاتف.. ولم يطمئني صوتك بمجرد سماعه
كالمعتاد.. تملكني ذلك الإحساس المخيف أكثر وزادني صوتم غربة.
سألتني ألن تأتي.. تعللت بإرهاق مفاجئ أصابني لن يجعلني
قادرة على الخروج من المنزل اليوم.. لا اعرف ما الذي دفعني إلي الكذب لأبقي
في ذك المنزل الغريب عني .. ولا آتي لأراك وأنت وطني القادر على امتصاص ذلك الإحساس
بالغربة من داخلي.
ظننت يومها أني أكذب.. ولكن بعد وقت اكتشفت إني كنت
فعلاً مريضة ومرهقة للغاية.. كنت مريضة بك.. ومرهقة بمشاعري التي لا تتوقف عن
الاتجاه إليك.. ومنذ أن توقفت وبدأت تخرج مني.. بدأت أعود إلي وطني و إحساس الغربة
بداخلي راح يتلاشي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق