«ونحن لم نحلم سوي بحياة كالحياة»
محمود درويش كالعادة يختزل كل أحلامنا وآمالنا في كلماته، ماذا تركت لنا من الكلمات يا درويش؟
أتعرف منذ أن بدأت اكتب للصحافة، وبدأت تأتينى رسائل ثناء أو ذم أو تناقشني في كتاباتي، فكرت حينها أني لم أكتب رسالة لأي كاتب أقرأ له من قبل بداية من مجلات الأطفال التي كنت أقرأها في صغري، مروراً بالصحف التي كنت اقرأها واتنمي العمل فيها وحققت أمنيتي تلك، وصولاً إلي الشعراء وكتاب الأدب الذين طالما عشت بين كلماتهم، وغازلت صورهم خيالي، وصادق أبطالهم روحي، وتأثرت بكلماتهم مشاعري.
بدأت موضوع صحفي اليوم عن تغطية لمظاهرات الإخوان بالأمس، بدأ الموضوع بالمظاهرة وانتهى دون أن أدري برسالة إليك، إليك أنت تحديدياً يا درويشي العظيم...
لن تقرأ رسالتي لأن الأموات لا يقرأون، لكنك لازالت بيننا يا درويش... لازالت كلماتك تصبرنا وتقوينا... بالتأكيد ستصلك الرسالة وستقرأها.
لن ابدأ رسالتي إليك بعزيزي، فأنا أشعر بزيف كبير في تلك الكلمة، ابدأ رسالتي إليك بشاعري المفضل الذي يكتبني في كلمات...
لا أعرف جدوى أن أكتب رسالة لشاعر راحل، ربما أكتب ﻷنى أشتاق لفعل الكتابة... احتاج ﻷن أكتب ﻷشخاص أحبهم أثروا في حياتي وتعلقت روحي بكلماتهم
كنت أنت ألشاعر الذي طالما أبكيتني، فكلماتك الموزونة مرة والتائهة مرارا طالما آنستنى في رحلتي الطويلة.
عزفت بأشعارك على كل أوتار الكلمات .
ورددت ذلك البيت مرارا الذي تقول فيه 《هى لا تحبك انت . انت شاعرها المفضل وهذا كل ما في الأمر》
من أين تنبأت بذلك.. أي حمقاء تلك التى ركضت وراء الشعر ونسيت الشاعر... ربما هى مثل ذلك الأحمق الذي ادعي يوما أنه يحبنى يوما. ولم يكن الأمر كذلك كنت فقط كاتبته المفضله... لكن الغريب يا درويشي الحبيب أنني لم أكتب من بعده شيء!
هكذا حالنا حين بجرحنا الحمقي... نتوقف عن الكتابة ونظن آنا نعاقبهم... والحقيقة أننا لا نعافب إلا أنفسنا!
لن تكون تلك الرسالةالأخيرة بيننا .. لازال لدى الكثير ﻷخبرك به واسألك عنه... وإلي أن أكتب لك من جديد اسمحلي أن أبقي بين كلماتك.
تحياتي ومحبتى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق