هحاول بقدر الإمكان انسي ذكريات اليوم دة.
مش هفتكر عمر سليمان وهو بيقول «قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية»، ولا أول زغرودة سمعتها جاية من اخر الشارع، مش عايزة افتكر طعم كوباية الشربات اللى شربتها عند بتاع السوبر ماركت وهو بيقولى «خلاص بلدنا رجعت لينا مفيش ظلم تاني».
مش هفتكر أني عيطت على أغنية أنا بحبك يا بلادي لما شفت فيها صور الشهداء أول مرة متجمعة.
مش عايزة افتكر حرقة دم الفلول وكبستهم أن شوية عيال أسقطوا الحرباية اللى على رأس النظام... اعترف انى مشاركتش في الثورة من الاول.. مصدقتهاش... بس كنت مصدقة جداا ان اللى احنا عايشين فيه باطل باطل باطل، والأيام والأحداث اللي شاركت فيها بعد كدة هي خلتني أصدق أن مصر متنفستش حرية وعدل وكرامة غير فى الـ18 يوم دول.
مش هحاول افتكر تاني يوم على السوشيال ميديا تقريباً وكل أصحابي بيصبحوا على شمس الحرية اللى أخيراً أشرقت في مصر... صوت فيروز وهي بتغني مصر عادت شمسك الذهب.
مش هفتكر إحساسي أني عايشة في بلد غير البلد لما مشيت فى الشارع لقيت ناس من صحابي واقفين بيكنسوه وبيبضوا الأرصفة... يا رب يعدي اليوم ومفتكرش كل دة.
يا رب كمان مفتكرش الجرافيتي الكبير اللى اترسم جوة نفق كليواباتر (نفق خالد سعيد) على البحر واتكتب عليه "من انهردة دي بلدك انت مترميش زبالة.. متدفعش رشوة.. متعاكسش بنت.. متسكتش على الغلط... متكسرش إشارة.. فرصتك تبني بلدك بإيديك" وكأن الثورة كتبت دستورها على الحيطان.
مش هفتكر الشباب اللى وقفوا ينظموا المرور أيام ما كانت الشرطة مقموصة ولسة مفاقتش من علقة يوم 28 ولسة مش عايزين يرجعوا لشغلهم.
يا رب يعدي اليوم دة من غير ما افتكر أد ايه كنا سذج وفاكرين أننا إيد واحدة... ثوار إخوان سلفيين والعسكر اللى زي السكر، قبل ما الإخوان يبيعوا والسلفيين يقولوا لنا اللى مش عاجبه يروح أمريكا ولا كندا، والعسكر يحاكمونا محاكمات عسكرية، ويقتلونا في الشارع في ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء.
يوم واحد بس عشناه.. 3 سنين بعده أثبتوا لنا اد ايه كنا سذج ومخدوعين وعندنا حلم في البلد في دي.
حلم لقينا نفسنا بعد كدة عايشينه في كابوس الجري في الشوارع عشان اصحابنا المعتقلين، وصوت الرصاص وريحة الغاز وطوابير الجثث اللى قدام المشرحة، والمصابين في المستشفيات.
يا ريت الزمن وقف لحظة التنحي في 11 فبراير 2011، لحظة ما كان لسة فيه في الثورة أمل.